طالبَ العلم .. Ø£ÙسÙØÙ’ Ù„ØبÙّك
http://saaid.net/Doat/mishari/3.htm
بسم الله الرØمن الرØيم
لا شيء ÙŠØÙز على طلب العلم مثل٠ترويض النÙس على ØÙبÙّه والرغبة Ùيه، ولا أعونَ على الإقبال عليه من امتلاء٠القلب شوقًا له، وتØرÙّك٠الØواس واضطرابÙها من Ùرط الشهوة ÙÙŠ طلبه!
وكلÙÙ‘ Øركة ÙÙŠ العالم Ùإنَّما يبعثها الØبÙÙ‘ØŒ Ùهو (أصل٠كلÙÙ‘ Øركة٠ÙÙŠ العالم) كما يقرر ابن تيميَّة[1]ØŒ ويتلقَّى ذلك عنه تلميذه وصÙÙŠÙّه ابن٠القيÙّم، ويبيÙّن أن (الØب والإرادة أصل٠كلÙÙ‘ Ùعل٠ومبدؤÙÙ‡)[2] .. ومع أن هذا شأن٠الموجودات كلها، إلا أنه ÙÙŠ العلم أمكن٠وأعمق٠أثرًا، ولذلك قال ابن٠تيميَّة: (الØاجة٠التي يقترن مع العلم بها ذَوق٠الØاجة هي أعظم٠وقعًا ÙÙŠ النÙس من العلم الذي لا يقترن به ذوقٌ، ولهذا كانت معرÙØ© النÙوس بما تØبه وتكرهه وينÙعها ويضرها هو أرسخَ Ùيها من معرÙتها بما لا تØتاج إليه، ولا تكرهه، ولا تØبه)[3].
ويÙترجÙم٠ابن٠تيميَّة ذلك واقعًا بعد أنْ قرَّره نظرًا، Ùإنه لـمَّا تغشَّاه Ø£Øد٠الأمراض جَرَتْ بينه وبين الطبيب٠المباشر٠لعلاجه هذه المØاورة:
– قال الطبيب: إنَّ مطالعتَك وكلامَك ÙÙŠ العلم يزيد المرض!
– Ùقال الشيخ: لا أصبر٠عن ذلك، وأنا Ø£Øاكمك إلى علمك .. أليست٠النÙس٠إذا ÙَرÙØت وسÙرَّت قويت الطبيعة ÙدÙعت٠المرض؟
– Ùقال الطبيب: بلى!
– Ùقال له الشيخ: Ùإنَّ Ù†Ùسي تÙسَرÙÙ‘ بالعلم، Ùتقوى به الطبيعة، Ùأجد راØةً، وإذا اشتغلت Ù†Ùسي بالكلام ÙÙŠ العلم وظÙرت بما يشكل عليها منه ÙَرÙØَت به وقَوÙيَت Ùأوجب ذلك دÙع العارض.
– Ùقال له الطبيب: هذا خارجٌ عن علاجنا[4]!
وصَدَق ..
لا يعر٠الشوقَ إلا من يكابدÙÙ‡ … ولا الصبابةَ إلا من ÙŠÙعَانيها
وقد ذكر ابن٠جماعةَ أن (بعضهم لا يترك الاشتغال بعÙرÙوض٠مَرَض٠خÙÙŠÙÙØŒ أو أَلَم٠لطيÙÙØŒ بل كان يستشÙÙŠ بالعلم، ويشتغل قدر الإمكان، كما قيل:
إذا مَرÙضنا تداوينا بذÙكرÙÙƒÙÙ…Ù … ونترك٠الذÙّكرَ Ø£Øيانًا ÙننتكسÙ)[5].
وقد جاء ÙÙŠ ترجمة الشيخ زكريا الأنصاري أنه كان يستشÙÙŠ من مرضه بمطالعة كتب العلم .. ÙÙ€ (لا Ùرقَ بين من أعدمك الدواءَ الذي تستشÙÙŠ به من دائك، وتستبقي به ØÙشاشةَ Ù†Ùسك، وبين من أعدمك العلمَ بأنَّ Ùيه Ø´Ùاءً، وأنَّ لك Ùيه استبقاءً)[6].
*****
بل إنَّ الرغبةَ ÙÙŠ العلم ومØبتَه Ùوقَ كونÙها ØاÙزةً على طلبه، Ùإنها تكاد٠تكون٠شرطًا ÙÙŠ تØصيلÙÙ‡ والتØقيق٠Ùيه، وأنتَ Øين تقلÙّب طرÙÙƒ ÙÙŠ كتب السير والتراجم ستخرج بشيء٠يَقرَع٠سمعَك أشبهَ بهاتÙ٠ينادي: إنك لن تكون عالـمًا Øتى يصير العلم شهوةً من شهواتك.
وقد كنت٠كتبت٠ذلك قديمًا وأنا على وَجَل٠من صدق هذا الهاتÙØŒ وأنَّ المرءَ ربَّما كان عالـمًا وهو لا يجد من لذة العلم وشهوته إلا النزر اليسير، وإنما Øسبه منه المجاهدة والمصابرة على لأوائه ÙÙŠ سبيل تØصيل مناÙعه دون أن يذوق ما يغني من عÙسيلَتÙه، ثم إني رأيت٠ابنَ القيم يقرÙّر٠ما هو أشدÙÙ‘ مما ذكرت، وأنَّ المرء لن يكونَ عالـمًا Øتى تقومَ Ùيه شهوة العلم، وتكونَ – زيادةً على ذلك – غالبةً على شهواته الأخرى، ÙÙ€ (من لم تَغلÙبْ لذَّة٠إدراكÙÙ‡ للعلم وشهوتÙÙ‡ على لذَّة جسمه وشهوة Ù†Ùسه لم يَنَلْ درجةَ العلم أبدًا، Ùإذا صارت شهوتÙÙ‡ ÙÙŠ العلم٠ولذَّتÙÙ‡ ÙÙŠ إدراكه رÙجÙÙŠÙŽ له أن يكون من جملة أهله)[7].
ولذلك، Ùإنْ جدَّ بك السير٠ÙÙŠ طلب العلم ولم تَجد٠للعلم لذةً تÙلامÙس٠شَغَا٠قلبك ÙØ®Ùذْ بوصية الØكيمة٠أمÙÙ‘ سÙيان، Ùإنَّها لما بعثتْ ابنَها سÙيانَ ليطلب العلم قالت له: (اذهبْ، Ùاطلب٠العلمَ Øتى أعÙولَك بمغزلي هذا، Ùإذا كتبتَ عÙدَّةَ عشرة٠أØاديثَ Ùانظرْ: هل تجد٠ÙÙŠ Ù†Ùسك زيادةً ÙاتَّبÙعْهÙØŒ وإلا Ùلا تَتَعنَّ) .. Ùأخَذَ سÙيان٠بوصيَّة والدته، ووجدَ ÙÙŠ Ù†Ùسه زيادةً Ùاتَّبعَ، Ùكان بعد ذلك الثوريَّ[8].
وقال Ù…ÙجايÙل٠الثوريّ، وصاØب٠أبي ØنيÙØ©ØŒ Ù…Øمد بن الØسن الشيباني: (عÙلمÙنا هذا لا ÙŠØµÙ„Ø Ø¥Ù„Ø§ بثلاث٠خصالÙ) وذكر منها: (أن يكونَ الرجل٠مشتهيًا له)[9].
وبعده أبو هلال العسكريÙÙ‘ØŒ Ùقد نقل ÙÙŠ كتابه (الØØ« على طلب العلم) أنه لا يتم العلم٠لطالب العلم إلا بسبعة أمور، وذكر منها أن تكونَ للطالب (شهوةٌ يكون بها أنشطَ، وأسمØÙŽØŒ وأقبلَ للمعاني)[10].
وذكر الماورديÙÙ‘ الشروطَ التي يتوÙَّر٠بها علم٠الطالب، وينتهي معها كمال٠الرَّاغب، وبلغ بها تسعًا، وعدَّ منها (الشهوة التي يدوم٠بها الطلب، ولا ÙŠÙسرÙع٠إليها المللÙ)[11].
وكما أن Øبَّ العلم شرط٠تØصيله، Ùكذلك ØبÙÙ‘ متعلَّقاته ووسائله، ومنها ØبÙÙ‘ كتبه، والتهالك٠على اقتنائها، وعن ذلك يقول الجاØظ: (من لم تكن Ù†Ùقته التي تخرج ÙÙŠ الكتب ألذَّ عنده من إنÙاق عشَّاق٠القيان والمستهترين بالبنيان = لم يبلغ ÙÙŠ العلم مبلغًا رَضÙيًّا، وليس ينتÙع بإنÙاقه Øتى ÙŠÙؤْثÙرَ اتخاذ الكتب إيثارَ الأعرابي Ùرسَه باللبن على عياله، ÙˆØتى يؤمÙّل ÙÙŠ العلم ما يؤمÙّل الأعرابيÙÙ‘ ÙÙŠ Ùرسه)[12].
ويÙبيÙّن٠الجاØظ٠Ùارقَ ما بين التØصيل٠الممتزج٠بالرغبة والشهوة والتØصيل٠الخالي منهما، Ùيقول: (ليس من نَظَرَ ÙÙŠ العلم على الرَّغبة والشهوة له كمن نظر Ùيه على المكسبة به والهرب إليه، لأن النَّÙسَ لا تÙسمÙØ Ø¨ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ قواها إلا مع النشاط والشهوة، وهي ÙÙŠ ذلك لنÙسها مستَكرÙهَةٌ، ولها مكابÙدةٌ)[13].
*****
وكم ÙÙŠ طلب العلم من أنَّات٠وأوجاعÙØŒ ولكنها – عند المØبÙّين – أنَّاتٌ معسولةٌ وأوجاعٌ معشوقةٌ، يجدون Ù„Øرارة طلبه Øلاوةً، ولمشقة نواله بَرْدًا، Ùعشَّاق٠العلم أعظم٠شغÙًا له وعشقًا له من كلÙÙ‘ عاشق٠بمعشوقه كما يقول ابن القيم، (وكثيرٌ منهم لا يشغله عنه أجمل٠صورة من البشر!)[14].
وما تزال لذَّة٠العلم بابن القيم Øتى أطلقتْ قلمَه ليكتبَ بأنه (لو ظهرتْ صورة٠العلم للأبصار لزادَ ØÙسنÙها على صورة الشمس والقمر)[15].
وانظرْ مصداق ذلك عند العلامة اللغوي الكبير Ù…Øمد Ù…Øمود بن التلاميد التÙّركزي الشنقيطي، Ø£Øد أعلام القرن الرابع عشر، Ùقد طرقت شهرتÙÙ‡ أسماعَ ملوك أوروبا، ÙÙÙŠ إطار التØضير لعقد المؤتمر الثامن للعلوم الشرقية طلب أوسكار الثاني ملك السويد والنرويج من السلطان عبدالØميد أن يبعث إليه بوÙد من أبناء العرب يسألهم عن القرآن واللغة وأشعار العرب، وأن يكون الوÙد برئاسة ابن التلاميد، Ùبلغ ذلك ابنَ التلاميد، وتشجَّع لذلك، وكتب قصيدة تخطَّت Øاجزَ المئتَي بيت٠ليصدع بها ÙÙŠ قلب ستوكهولم، غير أنَّ خلاÙًا بينه وبين السلطان عبدالØميد Øال بينه وبين ذلك، وكانَ مما جاء ÙÙŠ قصيدته – التي ضمَّنها مجموعَه المسمى (الØماسة السنية الكاملة المزية ÙÙŠ الرØلة التركزية) – تلك الأبيات التي بيَّن Ùيها كي٠أنه ما زال بالعلم، طالبًا له، راØلًا ÙÙŠ جمعه، Øتى طغتْ لذة٠العلم على سائر لذاته، بل Ø£Øالتها سمومًا مهلكة! Ùقال:
ولـمَّا طعمت٠لذَّة العلم٠صيَّرتْ … سواها من اللَّذات عندي كالسÙّمÙÙ‘
ولـمَّا عَشÙقت٠العلمَ عشقَ دراية٠… سلوت٠عن الأوطان والأهل والخÙلْمÙ
ولـمَّا علمت٠ما علمت٠بغربنا … ترØَّلتَ Ù†ØÙˆ الشرق٠بالØزم والعزمÙ
ولم يَثْن٠عزمي نهي٠Øسناءَ غادة٠… شبيهة٠جÙمْل٠بل بÙثَينَةَ بل Ù†ÙعْمÙ
ولم ÙŠÙعْم٠قلبي ØبÙÙ‘ عذراءَ كاعب٠… ÙˆØبÙÙ‘ العذارى قد ÙŠÙصÙÙ…ÙÙ‘ وقد ÙŠÙعمÙÙŠ
رØلت٠لجمع العلم والكتب ذاهبًا … إلى الله أبغي بسطةَ العلم٠ÙÙŠ جسمي
وأمعنت٠ÙÙŠ إدراك ما رÙمت٠نيلَه٠… Ùأدركت٠ما أدركت٠بالصَّبر٠والØزمÙ
وصرت٠بما أدركت٠من ذَين٠هاديًا … بشمس٠على شمس٠ونجم٠على نجمÙ
وتبلÙغ٠بطلاب العلم الØال٠أنْ يستØيل العلم٠جزءًا لا يتجزأ من ØواسÙّهم بعد أن كانوا يطلبونه بها، واستمعْ إلى ابن وهب Øين يقول: (ما مللت٠العلمَ قط، وما نبت Ù„Øمي إلا من الكتاب)ØŒ وهكذا الØال Øين تكون٠أنتَ والعلم٠روØًا ÙÙŠ جسدين.
*****
طالبَ العلم .. اجعل طلبك للعلم تÙاعلًا بينك وبينه، بينك وبين أهله، بينك وبين طلابه .. لا تقتصر ÙÙŠ تØصيله على وسيلة واØدة، بل ازدَدْ دون مَلَل٠ولا ÙƒÙŽÙ„ÙŽÙ„.
اقرأْ، وتأمَّلْ، واØÙظْ، واكتبْ، ولخÙّصْ، واشرØÙ’ØŒ ÙˆØاوÙرْ، وناظÙرْ، وابØثْ، واستشكÙلْ، وانتقÙدْ، وما شئتَ وراءَ ذلك، Ùإن ذلك كلَّه مما ÙŠÙذْكÙÙŠ نارَ ØبÙّك للعلم، ويجعل٠بينكما علاقة Øميمية لا تملك معها أن تÙارقه، Ùلا تغادر٠وسيلةً إلا التقيتَ بأخرى، وما تخرج٠عن سبيل٠إلا دخلتَ ÙÙŠ آخر .. Ù„ÙتَكÙنْ ØياتÙÙƒ العلميَّة ØاÙلةً بالمنجَزَات الواصلة٠بينك وبين مسائل العلم، بذلك يدوم٠الØبÙÙ‘ وتعظم٠المودَّة.
طالبَ العلم .. اجعل طلبك للعلم روØًا ساريةً ÙÙŠ Ù…Øيطك، مجالسك، أقرانك .. كن٠بالعلم، منه وإليه .. إذا وردتَ مجلسًا Ùليكنْ لسانÙÙƒ بالعلم ناطقًا، بÙØ«ÙŽÙ‘ ÙÙŠ من Øولك بهجة العلم وأذÙقْهÙÙ… لذته، واسْعَ قدرَ طاقتك للتخÙÙÙ‘Ù٠من العلاقات٠الطاردة٠لØديث العلم المجاÙية٠لمسائله.
خذْ بوصية الإمام أبي ØنيÙØ© التي جلَّل بها تلميذَه أبا يوسÙØŒ Ùقد أوصاه بوصية٠داÙعة٠راÙعة٠يومَ قال له: (لا تÙكثÙرْ معاشرة الناس إلا بعد أن يعاشروك، وقابلْ معاشرتهم بذكر المسائل، Øتى إنَّ Ù…ÙŽÙ† كان Ù…ÙÙ† أهله اشتغل بالعلم، ومن لم يكن من أهله يجتنبÙك، ولا يجد٠عليك، بل لا ÙŠØوم٠Øولك)[16].
Ùأوصاه أولًا بدÙع العلائق بعدم مباشرة عقدها، وثانيًا برÙعها بعد أن يباشره الناس بها وذلك بجعلÙÙ‡ العلمَ هو المتولÙّيَ لطَرَÙÙŠ العقد، Ùإن لم يجد٠العلم٠أØد الطرÙين Ù…Øلًّا قابلًا ألغاه، وبسقوط ركن٠ينØÙŽÙ„ÙÙ‘ العقد٠كلÙّه!
وبهذه الروØ٠الرساليَّة٠يتنامى ØبÙÙ‘ العلم ÙÙŠ قلبك، ويزداد شغÙÙƒ بتØصيله، Ùتكون معرÙÙ‘Ùًا به منتميًا إليه بعد أن كنتَ طارئًا عليه مداريًا له.
طالبَ العلم .. Ø®Ùذْها موجزةً من ابن المقÙَّع:
(ØبÙّبْ إلى Ù†ÙسÙÙƒ العلمَ Øتى تلزمَه وتألÙÙŽÙ‡ ويكونَ هو لهوَك ولذَّتَك وسلوتَك وبÙلغتَك)
طالبَ العلم .. Ø£ÙسÙØÙ’ Ù„ØبÙّك
—————————————————-
[1] قالها ÙÙŠ مواضعَ، منها: الاستقامة (1: 456).
[2] روضة المØبÙّين (93).
[3] درء تعارض العقل والنقل (3: 134).
[4] انظر هذه المØاورة ÙÙŠ: Ù…ÙØªØ§Ø Ø¯Ø§Ø± السعادة لابن القيم (2: 712)ØŒ روضة المØبين (109).
[5] تذكرة السامع والمتكلم (57).
[6] دلائل الإعجاز للجرجاني (9).
[7] Ù…ÙØªØ§Ø Ø¯Ø§Ø± السعادة (1: 400).
[8] انظر هذا الخبر ÙÙŠ سير أعلام النبلاء (7: 269).
[9] Ùضائل أبي ØنيÙØ© لابن أبي العوَّام (859) بواسطة: معالم إرشادية لمØمد عوامة (59).
[10] ضمن مجموع: الجامع ÙÙŠ الØØ« على ØÙظ العلم (15) بتØقيق Ù…Øمود الØداد.
[11] أدب الدين والدنيا (116).
[12] الØيوان (1: 55).
[13] رسائل الجاØظ (1: 296).
[14] روضة المØبين (108).
[15] Ù…ÙØªØ§Ø Ø¯Ø§Ø± السعادة (1: 322).
[16] مناقب أبي ØنيÙØ© للموÙَّق المكÙّي (373) بواسطة: معالم إرشادية لمØمد عوامة (148-149).